طلب الأرزاق من الواحد الرزاق
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ? [آل عمران: 102].
? يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبً ? [النساء: 1].
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ?. [الأحزاب:70، 71].
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.
عباد الله؛ الأرزاق والأعمار بيد الله الواحد القهار، سبحانه، قال سبحانه: ? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ? [الذاريات: 56 - 58].
وهذه التي يبحث عنها الناس في هذه الحياة الدنيا، والْأَرْزَاقُ بِقَدَر الله سبحانه وتعالى، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ? قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ? [سبأ: 39]، من عباده المسلمين والكفار، من عباده المخلوقات بأكملها، يبسط ويوزع ويعطي من يشاء من عباده، ويقدر ويضيق ويمنع من يشاء من عباده سبحانه لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه.
وَقَالَ سبحانه وتَعَالَى: ? وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ? [الذاريات: 22، 23].
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما تأتيه الأموال ويعطيها الناس هو لا يرزقهم، كما أنه صلى الله عليه وسلم لا يهديهم هداية التوفيق، بل هداية الإرشاد، فقط هي للنبي صلى الله عليه وسلم، أما التوفيق فمن الله سبحانه وتعالى، فقد ورد عَنْ مُعَاوِيَةَ ابن أَبِي سُفْيَانَ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَنَا مُبَلِّغٌ، وَاللهُ يَهْدِي، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ، وَاللهُ يُعْطِي". (حم) (16978)، (طب) (ج 19ص390 ح916)، صَحِيح الْجَامِع (2347)، الصَّحِيحَة (1628)، فهو يقسم ما أعطي فيه من رزق الله سبحانه وتعالى.
وورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ") - من هو الروح الأمين؟ - - هو جبريل - ("نَفَثَ فِي رُوعِي") - أَيْ: في خاطري وفي نفسي وفي قلبي -. - ألقى في خاطري ماذا؟ - ("أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا").
وفي رواية: ("لَا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَبْدٌ يَمُوتُ حَتَّى يَبْلُغَهُ آخِرُ رِزْقٍ هُوَ لَهُ")، ("فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ") - أجْمَلَ: طلب في قَصْدٍ واعتدال، مع عدم انشغال القلب. -
يعني أخذٌ بالأسباب، وتوكُّلٌ على الوهاب سبحانه.
وفي رواية: ("وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ، فَإِنَّهُ لَا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ، فَخُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ")، (ش) (35473)، (هق) (10185)، (حب) (3239)، (جة) (2144)، (ك) (2135)، انظر صَحِيح الْجَامِع (2085)، (7323). والصحيحة (2866)، وصَحِيح التَّرْغِيبِ (1702).
عبد الله! أجلك وعمرك محدود، وكذلك رزقك محدود، أجلك يطلبك، وكذلك رزقك يطلبك، هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أَبو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ". (حب) (3238)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (1703)، هداية الرواة (5242)، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده قوي.
وفي رواية: "إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ أَكْثَرَ مِمَّا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ". - أورده الهيثمي في (المجمع) (4/ 72)، وقال: رواه البزار والطبراني في (الكبير)، انظر صَحِيح الْجَامِع (1630).
وعند أبي نعيم في الحلية، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَو أَنَّ ابْنَ آدَمَ هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبُ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ". رواه أبو نعيم في (الحلية) (7/ 90، 7/ 246)، وابن عساكر (2/ 11 / 1) انظر صَحِيح الْجَامِع (5240)، الصَّحِيحَة (952).
وروى البخاري في الأدب المفرد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ". أخرجه الإسماعيلي في (المعجم) (114/ 1)، (خد) (275)، (حم) (3672)، انظر الصحيحة (2714).
(إِنَّ اللهَ سبحانه وتَعَالَى قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ)، والأخلاق التي يتصف بها الإنسان هذه من الله، وقسم بيننا أيضا الأرزاق، فكل منا رضي بعقله وتفكيره، ورضي بخلقه، فلابد أن ترضى برزقك يا عبد الله، فهذا من خلق الله، وهذا أيضا من خلق الله.
لكن لابد لجلب الأرزاق أن تأخذ بالأسباب متوكلا على الله عز وجل، وليست الأسباب هي التي تأتيك بالرزق، وإنما السبب هو كما أمر الله عز وجل، تتوكل على الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى يفعل ما قدره في الأزل، ومن الأسباب التي إذا أخذنا بها حصلنا على أرزاق فيها البركة، وفيها الخير وفيها النفع وفيها رضا الله سبحانه وتعالى، يعني نأكل ونستمتع ونجمع ويرضى عنا الله سبحانه وتعالى.
فإن أردت الرزق فعليك بالأخذ بأسبابه ومنها:
التوكل على الله سبحانه وتعالى إنه الرزاق، فقد ورد في الحديث عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله - تعالى - عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ؛ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا". (ت) 2344، (جة) 4164، صَحِيح الْجَامِع: 5254، الصَّحِيحَة: 310.
كما يرزق الطير، فالطير لم تبق في مكانها، ولا في أعشاشها خرجت وأخذت بالسبب وتوكلت على المسبب، توكلت على الله عز وجل فرزقها الله، فلو كان عندنا توكل الطير مع الأخذ بالسبب لرزقنا الله تعالى كما يرزق الطير.
وأيضا يا عباد الله! من رزق بوالدين أو بأحدهما فبرَّهما ووصلَ رحمه هذه من أسباب الأرزاق التي تستدر بها من عند الرزاق سبحانه وتعالى، بر الوالدين وصلة الرحم، والإحسان إلى الجيران، هذه كلها من أسباب الرزق، فقد ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". (حم) 13425، 13838، (خ) 5639، 5640، (م) 21 - (2557)، (د) 1693.
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "صِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ". (حم) 25298، الصَّحِيحَة: 519، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2524.
حسن الجوار مع صلة الأرحام يعمران الديار، الديار تعمر بأهلها وتكثر الذرية والنسل، وتزيد في الأعمار.
وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا"، - الطاعات كثيرة، وهناك طاعات تؤجل يؤجل ثوابها في الدنيا، وهناك طاعات يؤجل ثوابها إلى الآخرة، لكن هناك ما يعجل الثواب، ثواب ماذا؟ أي طاعة يعجل ثوابها، هو قوله صلى الله عليه وسلم "صِلَةُ الرَّحِمِ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَكُونُونَ فَجَرَةً"، - يعني عندهم معاصٍ وذنوب وخطايا، ومع ذلك - "فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ، وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إِذَا تَوَاصَلُوا، وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَوَاصَلَونَ فَيَحْتَاجُونَ". (حب) 440، (طس) 1092، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5705، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2537.
(وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَوَاصَلَونَ) أي فيما بينهم صلة رحم، (فَيَحْتَاجُونَ)! لا تجد أحدا وصل رحمه فاحتاج إلى الناس، من وصل رحمه أغناه الله عن الناس.
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ". (ت) 1979، (حم) 8855، صَحِيح الْجَامِع: 2965، الصَّحِيحَة: 276.
هذه فوائد صلة الرحم ثلاثة في حديث واحد، (فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ)، أنت عندما تصل رحمك تكون بينكم مودة ورحمة وألفة، وتزال الكراهية والبغضاء والحقد من جرَّاء صلة الرحم، وهذه واحدة.
(مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ)، الله يبارك لك في مالك بسبب صلة الرحم.
والثالثة: "مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ" - قَالَ أَبُو عِيسَى: مَعْنَى قَوْلِهِ: "مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ" يَعْنِي: زِيَادَةٌ فِي الْعُمُرِ. -
زيادة في البركة، أو زيادة في الذكر الصالح فيما بعد، عندما يموت الإنسان يذكر بالخير، ويذكره أهله وجيرانه.
كذلك من أسباب الرزق؛ مساعدة الآخرين ومعاونتهم، فهذه سبب في تكثير الأرزاق على عباد الله، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ، فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)، فَقَالَ عليه الصلاة والسلام: "لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ". (ت) 2345، (ك) 320، صَحِيح الْجَامِع: 5084، الصَّحِيحَة: 2769، هداية الرواة: 5238.
(فَكَانَ أَحَدُهُمَا) - أي أحد الأخوين - (يَأتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم) أَيْ: يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم لِطَلَبِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، فهذا طالب علم.
(وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ) - عنده حرفة فيعمل، والظاهر أنهما يأكلان مع بعضهما في إناء واحد، فهذا يحترف، وهذا يأكل معه، فكيف هذا طالب العلم لا يساعده.
(فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ) أَيْ: فِي عَدَمِ مُسَاعَدَةِ أَخِيهِ إِيَّاهُ فِي حِرْفَتِهِ، وَفِي كَسْبٍ آخَرَ لِمَعِيشَتِهِ، - فقال: "لعلك ترزق به"، إذا ساعدت غيرك أنت ترزق، فكونوا عونا لطلاب العلم وأهله، يا عباد الله ومن المساعدين.
كذلك الاهتمام بالضعفاء والمساكين والفقراء، فهذا سبب من أسباب الرزق والنصر، ومن أسباب القوة في الأمة أن يساعد أحدنا غيره من المؤمنين، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَبْغُونِي الضُّعَفَاءَ، فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ". (ت) 1702، (خ) 2739، (س) 3179، (د) 2594، (حم) 21779، انظر الصَّحِيحَة: 779.
(أَبْغُونِي الضُّعَفَاء) [أي اطلبوا لي - وابحثوا عنهم وساعدوهم أعطوهم امنحوهم، لا تقصروا في حقهم - وتقربوا إلي بالتقرب إليهم، وتفقد حالهم، وحفظ حقوقهم، والإحسان إليهم قولا وفعلا، واستنصارا بهم]. فيض القدير (1/ 82).
كذلك من أسباب الرزق الصدقات والتطوعات، والإنفاق بشتى أنواعه، يدخل أيضا في أسباب الرزق، كما قال سبحانه: ? قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ? [سبأ: 39].
ثق تماما أن الدرهم والدينار، أن الشيكل أو الدولار إذا أخرج وأنفق لله فيقع في يد فقير أو مسكين، وفي سبيل الله سبحانه وتعالى؛ أن الله سيخلفك خيرا منه، وأفضل منه، وسيعطيك مضاعفا عليه إن شاء الله، عاجلا أو آجلا.
(م)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ". (م) 69 - (2588)، (ت) 2029، (حم) 7205.
مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ، الصدقة لا تنقص المال يا عباد الله، مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، ما معناه؟
• ذَكَرُوا فِيهِ وَجْهَيْنِ: أَحَدهمَا: مَعْنَاهُ أَنَّهُ - سبحانه وتعالى - يُبَارَك فِيهِ، - أي في ماله الذي أخرج منه الصدقة - وَيُدْفَعُ عَنْهُ الْمَضَرَّات، فَيَنْجَبِرُ نَقْصُ الصُّورَةِ بِالْبَرَكَةِ الْخَفِيَّة، وَهَذَا مُدْرَكٌ بِالْحِسِّ وَالْعَادَة، - الناس يعرفون هذا، إذا تصدقوا الله يحفظ لهم أموالهم، وإذا لم يتصدقوا تبعث إليه عاهة أو آفة أو مصيبة أو ضريبة فيذهب المال.
وَالثَّانِي - في المعنى -: أَنَّهُ وَإِنْ نَقَصَتْ صُورَتُه، - العشرة أصبحوا تسعا مثلا - كَانَ فِي الثَّوَابُ الْمُرَتِّبُ عَلَيْهِ جَبْرًا لِنَقْصِهِ، وَزِيَادَةً إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة - عند الله يوم القيامة -. شرح النووي (8ص 399).
وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ، أُنْفِقْ عَلَيْكَ". حديث قدسي متفق عليه عند البخاري ومسلم وغيرهما، (خ) 5037، (م) 993.
(أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ، أُنْفِقْ عَلَيْكَ).
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ، يُجْزَى غَدًا، وَمَلَكًا بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ لمُنْفِقٍ خَلَفًا، وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا". (حم) 8054 (حب) 3333 انظر الصحيحة تحت الحديث: 920.
إذن يوميا، كل يوم تشرق فيه الشمس هناك ملكان موكلان بهذه الكلمات، وهذه الدعوات للمنفقين، وأما الدعاء على البخلاء وما شابه ذلك، فهذا ملك آخر، الملك يقول كل يوم: (منْ يُقْرِضْ الْيَوْمَ يُجْزَى غَدًا)، الفلوس التي تدفعها اليوم تجدها غدا عند الله، وقد قال الله: ? مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ? [البقرة: 245] مضاعفة من عند الله سبحانه وتعالى، والملك الْآخَرُ يقول: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، الله يخلف عليك أيها المنفق، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا.
• قَالَ الْعُلَمَاء - في هذا الإنفاق الوارد في هذا الحديث -: هَذَا فِي الْإِنْفَاق فِي الطَّاعَات وَمَكَارِم الْأَخْلَاق وَعَلَى الْعِيَال وَالضِّيفَان وَالصَّدَقَات وَنَحْو ذَلِكَ، بِحَيْثُ لَا يُذَمُّ وَلَا يُسَمَّى سَرَفًا، - يعني لا يخرج عن الأمر فيسمى إسرافا - وَالْإِمْسَاك الْمَذْمُوم، هُوَ الْإِمْسَاك عَنْ هَذَا، - وعن مثل هذه الأمور، بحيث لا يعطي الفقراء والمساكين، وليس في أخلاقه أن يطعم الضيفان وما شابه ذلك -. شرح النووي (3/ 450).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (عَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلالا)، - أي زاره في مرضه - (فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ)، - أي أكواما كان قد ادخرها بلالا - فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا بِلالُ؟" قَالَ: (تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ)، قَالَ: "أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ بُخَارًا فِي جَهَنَّمَ؟ أَنْفِقْ بِلالُ، وَلا تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا". (يع) 6040، (طب) 1024، صَحِيح الْجَامِع: 1512، الصَّحِيحَة: 2661، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 922، - أنفق لا تخف من الله عز وجل أن يقلل عليك أمرك.
عموم الطاعات من صلوات وصيام وأفعال خير تقدمها، فالطاعات والعبادات سبب في الأرزاق، قال سبحانه: ? مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? [النحل: 97]، فلنحيينه حياة طيبة يعني لا يضيق الله عليه حياته، عنده الأرزاق كثيرة بأمر الله، لكن ليكن مع الله بعبادة لله خالصة. شامل, توقعات الابراج 2017, صور, رسائل, منوعات, موضوع تعبير عن العلم, اسماء بنات, قياس, نتائج القدرات, نظام نور, موضوع تعبير عن الوطن, كيف اعرف برجي, صباح الخير, تنبؤات عام 2017, توقعات السعودية 2017, تنبؤات مصر 2017, دعاء يوم الجمعة, عيد ميلاد سعيد, تورتة عيد ميلاد, توقعات 2017, رسائل عيد ميلاد, يلا شوت, فاتورة التليفون.
روى الإمام مسلم والإمام أحمد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُثَابُ عَلَى طَاعَتِهِ، الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا، وَيُثَابُ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ. وَأَمَّا الْكَافِرُ، فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا للهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا"). (م) (2808)، (حم) (12259، 12286، 14050).
لاحظ يا عبد الله لا يظلم صاحب الحسنة، ولا يظلم صاحب الطاعة ولا يظلم صاحب الخير الذي يقدمه، (إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً)، هذه الحسنة فعلها، فيأخذ أجرها على شقين في الدنيا الرزق، وفي الآخرة الثواب، أما الكافر ففي الدنيا فقط وليس له في الآخرة شيء.
كذلك ذِكْر الله، فاذكروا الله يا عباد الله، لا تزال ألسنتكم رطبة بذكر الله، فذكر الله مجلبة لرزق الله سبحانه وتعالى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله تعالى عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ نَبِيَّ اللهِ نُوحًا صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي كِفَّةٍ، لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً" - أَيْ: مغلقة - "لَقَصَمَتْهُنَّ" - أي كسرتهن - "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صّلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ". (خد) 548، (حم) 6583، (ك) 154، انظر الصَّحِيحَة: 134، صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 426.
فأمره بالتوحيد وبكلمة التوحيد، وأمره بذكر الله بالتسبيح والتحميد، فَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ، ونهاه عن الشرك والكبر والتكبر على عباد الله.
توبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الآخرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أم بعد:
ذكر الله! ما أعظم ذكر الله! خصوصا إذا وافق القلبُ اللسان، أن تخرج كلماتٌ خالصة لله عز وجل، ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ: (جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ).
وفي رواية: (فَقَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ)، - لا يحفظ شيئا - (فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِئُنِي مِنْ الْقُرْآنِ)، (فَقَالَ: "قُلْ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ").
وفي رواية: ("قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
(قَالَ: فَقَالَهَا الرَّجُلُ وَقَبَضَ كَفَّهُ وَعَدَّ خَمْسًا مَعَ إِبْهَامِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ) (هَؤُلَاءِ لِرَبِّي)، - تسبيح وذكر لله عز وجل - (فَمَا لِي؟ قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي").
(قَالَ: فَقَالَهَا وَقَبَضَ عَلَى كَفِّهِ الْأُخْرَى وَعَدَّ خَمْسًا مَعَ إِبْهَامِهِ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَقَدْ قَبَضَ كَفَّيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ مَلَأَ كَفَّيْهِ مِنْ الْخَيْرِ"). (م) (2696)، (س) 924، (د) 832، (حم) 1561، 1611، (حم) 19133. 19428، انظر الصَّحِيحَة: 3336، صَحِيح التَّرْغِيبِ 1564.
(لَقَدْ مَلَأَ كَفَّيْهِ مِنْ الْخَيْرِ) كلمات سهلة بسيطة ميسورة، ذكر لله ودعاء، (سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ)، هذا بالاختصار، الدعاء؛ (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي)، ما تركت من خيري الدنيا والآخرة شيئا.
كذلك الاستغفار؛ لأن الاستغفار فيه محو للذنوب والخطايا، فلو أن إنسانا دعا وعمل الصالحات وعنده الذنوب، فالذنوب تعيقه، تعيق استجابة الطلب، واستجابة الدعاء، تعيق الخيرات والبركات التي تريد أن تنزل من السماء، فتجد أمامها المعاصي والذنوب والخطايا، لماذا تأخرت عنا الأمطار؟ من كثرة الذنوب التي هي عندنا هنا في غزة، استحلى الناس الربا وكثر بينهم، والأخ قتل أخاه، منذ أيام أو شهر أو أكثر، وانتشر بين الناس الكذب، وانتشر بين الناس الغيبة والنميمة، وانتشرت الأحقاد والضغائن وانتشر عقوق الوالدين، وعدمت الرحمة والإحسان إلى الجار، لا يوجد إلا من رحم الله.
لماذا منعت عنا البركات من السماء؟ نحتاج إلى محو لهذه الذنوب وباستغفار الله الغفور الرحيم التواب الله سبحانه وتعالى يتوب على الناس ويرزقهم قال الله سبحانه وتعالى على لسان هود عليه السلام: ? وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ? [هود: 52].
فالاستغفار والتوبة يجلب الأمطار والغيث من السماء ويزيد في قوة المسلمين وقال نوح عليه السلام: ? فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ? [نوح: 10 - 14].
ويتوج ذلك كله التقوى، التقوى أبقى، تقوى الله مجلبة للأرزاق، تقوى الله ترفع عنك الضر والشرور والآثام، قال سبحانه: ? وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ? [الطلاق: 2].
التقوى هي التي تأتيك بالأرزاق من حيث لا تحتسب، أن تطلب رزقك من اليمين، فتجد أن رزقك يأتيك من اليسار، تطلبه من الخلف فإذا به يأتيك من الأمام، التقوى يا عباد الله مخافة الله في السر والعلن، عَنْ عَبْدَ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: إنَّ أَسْرَعَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ فَرَجًا؛ ? وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ? [الطلاق: 2، 3]. (خد) 489، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 376.
خلْق الله كلهم رزقهم على من؟ رزق الحيتان والأسماك في البحار، رزق الطيور في السماء، ورزق الحيوانات في الغابات، ورزق الناس، ورزق الحشرات في بطون الأرض على من؟ على الله، الله رازق كل شيء، حتى إبليس؟ حتى إبليس رزقه على من؟ على الله سبحانه وتعالى، لم ينسه الله من الرزق، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ، كُلُّ خَلْقِكِ قَدْ سَبَّبْتَ أَرْزَاقَهُمْ، فَمَا رِزْقِي؟ قَالَ - سبحانه -: كُلُّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمِي عَلَيْهِ". أخرجه أبو الشيخ في (كتاب العظمة) (12/ 128/ 1)، وأبو نعيم في (الحلية) (8/ 126)، والضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة) (257/ 2) انظر الصَّحِيحَة: 708.
كل طعام كل ثمرة كل حبة لم يذكر اسم الله عليها فهي طعام ورزق لإبليس، فهل رزق إبليس قليل أم كثير؟ السؤال: الذين يذكرون اسم الله كم عددهم؟ والمسلمون في الكفار كم؟ إذن رزقه قليل أم كثير؟ رزق إبليس كثير جدا، لن ينتهي رزق إبليس من الناس الذين لا يسمون الله على طعام وعلى شراب أو فاكهة أو نحو ذلك، فقد "قَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ، كُلُّ خَلْقِكِ قَدْ سَبَّبْتَ أَرْزَاقَهُمْ، فَمَا رِزْقِي؟ قَالَ: كُلُّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمِي عَلَيْهِ".
ولا ننس يا عباد الله الإلحاح في الدعاء فهو سبب للأرزاق، لا تدعو مرة أو مرتين وتقول: دعوت من سنوات فلم يأت شيء، لا! استمر في الدعاء وألح على الله عز وجل، ورد - عن أبي هُرَيْرَة - رضي الله تعالى عنه -: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ". (حم) 7509، وانظر ظلال الجنة: 497.
(مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي)كل ليلة في الثلث الأخير مع الأذان الأول أو قبله أو بعده ويبقى حتى ينبلج الفجر، من يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ أيها الفقراء أيها المساكين في أي وقت شئتم ادعوا الله وفي هذا الوقت بالخصوص وقت توزيع الأرزاق وقت يستجيب الله فيه الدعاء، وقت يحتاج الإنسان أن يذكر ربه فيه بعد صلاة ركعتين أو أكثر، بعد تلاوة جزء أو أقل أو أكثر، بعد حمد وشكر لله عز وجل، بعد صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ارفع يديك واسأل الله، ثم انظر ما هي النتائج عاجلا غير آجل، إن شاء الله سبحانه وتعالى.
ألا وصلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وعلى من اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ، وَرَحْمَتِكَ، وَفَضْلِكَ، وَرِزْقِكَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ، الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالأَمْنَ يَوْمَ الْحَرْبِ، اللَّهُمَّ عَائِذين بِكَ مِنْ سُوءِ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ مِنَّا.
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.
اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ.
اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَيُكَذِّبُونَ رُسَلَكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، إِلَهَ الْحَقِّ".
عباد الله! إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمْ اللهُ عزَّ وجل أَنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ،.. الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ، وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ، اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا، طَبَقًا، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ.
وأقم الصلاة؛ ?... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ? [العنكبوت:45].
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ? [آل عمران: 102].
? يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبً ? [النساء: 1].
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ?. [الأحزاب:70، 71].
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.
عباد الله؛ الأرزاق والأعمار بيد الله الواحد القهار، سبحانه، قال سبحانه: ? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ? [الذاريات: 56 - 58].
وهذه التي يبحث عنها الناس في هذه الحياة الدنيا، والْأَرْزَاقُ بِقَدَر الله سبحانه وتعالى، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ? قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ? [سبأ: 39]، من عباده المسلمين والكفار، من عباده المخلوقات بأكملها، يبسط ويوزع ويعطي من يشاء من عباده، ويقدر ويضيق ويمنع من يشاء من عباده سبحانه لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه.
وَقَالَ سبحانه وتَعَالَى: ? وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ? [الذاريات: 22، 23].
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما تأتيه الأموال ويعطيها الناس هو لا يرزقهم، كما أنه صلى الله عليه وسلم لا يهديهم هداية التوفيق، بل هداية الإرشاد، فقط هي للنبي صلى الله عليه وسلم، أما التوفيق فمن الله سبحانه وتعالى، فقد ورد عَنْ مُعَاوِيَةَ ابن أَبِي سُفْيَانَ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَنَا مُبَلِّغٌ، وَاللهُ يَهْدِي، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ، وَاللهُ يُعْطِي". (حم) (16978)، (طب) (ج 19ص390 ح916)، صَحِيح الْجَامِع (2347)، الصَّحِيحَة (1628)، فهو يقسم ما أعطي فيه من رزق الله سبحانه وتعالى.
وورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ") - من هو الروح الأمين؟ - - هو جبريل - ("نَفَثَ فِي رُوعِي") - أَيْ: في خاطري وفي نفسي وفي قلبي -. - ألقى في خاطري ماذا؟ - ("أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا").
وفي رواية: ("لَا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَبْدٌ يَمُوتُ حَتَّى يَبْلُغَهُ آخِرُ رِزْقٍ هُوَ لَهُ")، ("فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ") - أجْمَلَ: طلب في قَصْدٍ واعتدال، مع عدم انشغال القلب. -
يعني أخذٌ بالأسباب، وتوكُّلٌ على الوهاب سبحانه.
وفي رواية: ("وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ، فَإِنَّهُ لَا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ، فَخُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ")، (ش) (35473)، (هق) (10185)، (حب) (3239)، (جة) (2144)، (ك) (2135)، انظر صَحِيح الْجَامِع (2085)، (7323). والصحيحة (2866)، وصَحِيح التَّرْغِيبِ (1702).
عبد الله! أجلك وعمرك محدود، وكذلك رزقك محدود، أجلك يطلبك، وكذلك رزقك يطلبك، هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أَبو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ". (حب) (3238)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (1703)، هداية الرواة (5242)، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده قوي.
وفي رواية: "إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ أَكْثَرَ مِمَّا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ". - أورده الهيثمي في (المجمع) (4/ 72)، وقال: رواه البزار والطبراني في (الكبير)، انظر صَحِيح الْجَامِع (1630).
وعند أبي نعيم في الحلية، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَو أَنَّ ابْنَ آدَمَ هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبُ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ". رواه أبو نعيم في (الحلية) (7/ 90، 7/ 246)، وابن عساكر (2/ 11 / 1) انظر صَحِيح الْجَامِع (5240)، الصَّحِيحَة (952).
وروى البخاري في الأدب المفرد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ". أخرجه الإسماعيلي في (المعجم) (114/ 1)، (خد) (275)، (حم) (3672)، انظر الصحيحة (2714).
(إِنَّ اللهَ سبحانه وتَعَالَى قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ)، والأخلاق التي يتصف بها الإنسان هذه من الله، وقسم بيننا أيضا الأرزاق، فكل منا رضي بعقله وتفكيره، ورضي بخلقه، فلابد أن ترضى برزقك يا عبد الله، فهذا من خلق الله، وهذا أيضا من خلق الله.
لكن لابد لجلب الأرزاق أن تأخذ بالأسباب متوكلا على الله عز وجل، وليست الأسباب هي التي تأتيك بالرزق، وإنما السبب هو كما أمر الله عز وجل، تتوكل على الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى يفعل ما قدره في الأزل، ومن الأسباب التي إذا أخذنا بها حصلنا على أرزاق فيها البركة، وفيها الخير وفيها النفع وفيها رضا الله سبحانه وتعالى، يعني نأكل ونستمتع ونجمع ويرضى عنا الله سبحانه وتعالى.
فإن أردت الرزق فعليك بالأخذ بأسبابه ومنها:
التوكل على الله سبحانه وتعالى إنه الرزاق، فقد ورد في الحديث عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله - تعالى - عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ؛ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا". (ت) 2344، (جة) 4164، صَحِيح الْجَامِع: 5254، الصَّحِيحَة: 310.
كما يرزق الطير، فالطير لم تبق في مكانها، ولا في أعشاشها خرجت وأخذت بالسبب وتوكلت على المسبب، توكلت على الله عز وجل فرزقها الله، فلو كان عندنا توكل الطير مع الأخذ بالسبب لرزقنا الله تعالى كما يرزق الطير.
وأيضا يا عباد الله! من رزق بوالدين أو بأحدهما فبرَّهما ووصلَ رحمه هذه من أسباب الأرزاق التي تستدر بها من عند الرزاق سبحانه وتعالى، بر الوالدين وصلة الرحم، والإحسان إلى الجيران، هذه كلها من أسباب الرزق، فقد ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". (حم) 13425، 13838، (خ) 5639، 5640، (م) 21 - (2557)، (د) 1693.
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "صِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ". (حم) 25298، الصَّحِيحَة: 519، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2524.
حسن الجوار مع صلة الأرحام يعمران الديار، الديار تعمر بأهلها وتكثر الذرية والنسل، وتزيد في الأعمار.
وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا"، - الطاعات كثيرة، وهناك طاعات تؤجل يؤجل ثوابها في الدنيا، وهناك طاعات يؤجل ثوابها إلى الآخرة، لكن هناك ما يعجل الثواب، ثواب ماذا؟ أي طاعة يعجل ثوابها، هو قوله صلى الله عليه وسلم "صِلَةُ الرَّحِمِ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَكُونُونَ فَجَرَةً"، - يعني عندهم معاصٍ وذنوب وخطايا، ومع ذلك - "فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ، وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إِذَا تَوَاصَلُوا، وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَوَاصَلَونَ فَيَحْتَاجُونَ". (حب) 440، (طس) 1092، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5705، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2537.
(وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَوَاصَلَونَ) أي فيما بينهم صلة رحم، (فَيَحْتَاجُونَ)! لا تجد أحدا وصل رحمه فاحتاج إلى الناس، من وصل رحمه أغناه الله عن الناس.
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ". (ت) 1979، (حم) 8855، صَحِيح الْجَامِع: 2965، الصَّحِيحَة: 276.
هذه فوائد صلة الرحم ثلاثة في حديث واحد، (فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ)، أنت عندما تصل رحمك تكون بينكم مودة ورحمة وألفة، وتزال الكراهية والبغضاء والحقد من جرَّاء صلة الرحم، وهذه واحدة.
(مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ)، الله يبارك لك في مالك بسبب صلة الرحم.
والثالثة: "مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ" - قَالَ أَبُو عِيسَى: مَعْنَى قَوْلِهِ: "مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ" يَعْنِي: زِيَادَةٌ فِي الْعُمُرِ. -
زيادة في البركة، أو زيادة في الذكر الصالح فيما بعد، عندما يموت الإنسان يذكر بالخير، ويذكره أهله وجيرانه.
كذلك من أسباب الرزق؛ مساعدة الآخرين ومعاونتهم، فهذه سبب في تكثير الأرزاق على عباد الله، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ، فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)، فَقَالَ عليه الصلاة والسلام: "لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ". (ت) 2345، (ك) 320، صَحِيح الْجَامِع: 5084، الصَّحِيحَة: 2769، هداية الرواة: 5238.
(فَكَانَ أَحَدُهُمَا) - أي أحد الأخوين - (يَأتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم) أَيْ: يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم لِطَلَبِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، فهذا طالب علم.
(وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ) - عنده حرفة فيعمل، والظاهر أنهما يأكلان مع بعضهما في إناء واحد، فهذا يحترف، وهذا يأكل معه، فكيف هذا طالب العلم لا يساعده.
(فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ) أَيْ: فِي عَدَمِ مُسَاعَدَةِ أَخِيهِ إِيَّاهُ فِي حِرْفَتِهِ، وَفِي كَسْبٍ آخَرَ لِمَعِيشَتِهِ، - فقال: "لعلك ترزق به"، إذا ساعدت غيرك أنت ترزق، فكونوا عونا لطلاب العلم وأهله، يا عباد الله ومن المساعدين.
كذلك الاهتمام بالضعفاء والمساكين والفقراء، فهذا سبب من أسباب الرزق والنصر، ومن أسباب القوة في الأمة أن يساعد أحدنا غيره من المؤمنين، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَبْغُونِي الضُّعَفَاءَ، فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ". (ت) 1702، (خ) 2739، (س) 3179، (د) 2594، (حم) 21779، انظر الصَّحِيحَة: 779.
(أَبْغُونِي الضُّعَفَاء) [أي اطلبوا لي - وابحثوا عنهم وساعدوهم أعطوهم امنحوهم، لا تقصروا في حقهم - وتقربوا إلي بالتقرب إليهم، وتفقد حالهم، وحفظ حقوقهم، والإحسان إليهم قولا وفعلا، واستنصارا بهم]. فيض القدير (1/ 82).
كذلك من أسباب الرزق الصدقات والتطوعات، والإنفاق بشتى أنواعه، يدخل أيضا في أسباب الرزق، كما قال سبحانه: ? قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ? [سبأ: 39].
ثق تماما أن الدرهم والدينار، أن الشيكل أو الدولار إذا أخرج وأنفق لله فيقع في يد فقير أو مسكين، وفي سبيل الله سبحانه وتعالى؛ أن الله سيخلفك خيرا منه، وأفضل منه، وسيعطيك مضاعفا عليه إن شاء الله، عاجلا أو آجلا.
(م)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ". (م) 69 - (2588)، (ت) 2029، (حم) 7205.
مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ، الصدقة لا تنقص المال يا عباد الله، مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، ما معناه؟
• ذَكَرُوا فِيهِ وَجْهَيْنِ: أَحَدهمَا: مَعْنَاهُ أَنَّهُ - سبحانه وتعالى - يُبَارَك فِيهِ، - أي في ماله الذي أخرج منه الصدقة - وَيُدْفَعُ عَنْهُ الْمَضَرَّات، فَيَنْجَبِرُ نَقْصُ الصُّورَةِ بِالْبَرَكَةِ الْخَفِيَّة، وَهَذَا مُدْرَكٌ بِالْحِسِّ وَالْعَادَة، - الناس يعرفون هذا، إذا تصدقوا الله يحفظ لهم أموالهم، وإذا لم يتصدقوا تبعث إليه عاهة أو آفة أو مصيبة أو ضريبة فيذهب المال.
وَالثَّانِي - في المعنى -: أَنَّهُ وَإِنْ نَقَصَتْ صُورَتُه، - العشرة أصبحوا تسعا مثلا - كَانَ فِي الثَّوَابُ الْمُرَتِّبُ عَلَيْهِ جَبْرًا لِنَقْصِهِ، وَزِيَادَةً إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة - عند الله يوم القيامة -. شرح النووي (8ص 399).
وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ، أُنْفِقْ عَلَيْكَ". حديث قدسي متفق عليه عند البخاري ومسلم وغيرهما، (خ) 5037، (م) 993.
(أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ، أُنْفِقْ عَلَيْكَ).
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ، يُجْزَى غَدًا، وَمَلَكًا بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ لمُنْفِقٍ خَلَفًا، وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا". (حم) 8054 (حب) 3333 انظر الصحيحة تحت الحديث: 920.
إذن يوميا، كل يوم تشرق فيه الشمس هناك ملكان موكلان بهذه الكلمات، وهذه الدعوات للمنفقين، وأما الدعاء على البخلاء وما شابه ذلك، فهذا ملك آخر، الملك يقول كل يوم: (منْ يُقْرِضْ الْيَوْمَ يُجْزَى غَدًا)، الفلوس التي تدفعها اليوم تجدها غدا عند الله، وقد قال الله: ? مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ? [البقرة: 245] مضاعفة من عند الله سبحانه وتعالى، والملك الْآخَرُ يقول: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، الله يخلف عليك أيها المنفق، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا.
• قَالَ الْعُلَمَاء - في هذا الإنفاق الوارد في هذا الحديث -: هَذَا فِي الْإِنْفَاق فِي الطَّاعَات وَمَكَارِم الْأَخْلَاق وَعَلَى الْعِيَال وَالضِّيفَان وَالصَّدَقَات وَنَحْو ذَلِكَ، بِحَيْثُ لَا يُذَمُّ وَلَا يُسَمَّى سَرَفًا، - يعني لا يخرج عن الأمر فيسمى إسرافا - وَالْإِمْسَاك الْمَذْمُوم، هُوَ الْإِمْسَاك عَنْ هَذَا، - وعن مثل هذه الأمور، بحيث لا يعطي الفقراء والمساكين، وليس في أخلاقه أن يطعم الضيفان وما شابه ذلك -. شرح النووي (3/ 450).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (عَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلالا)، - أي زاره في مرضه - (فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ)، - أي أكواما كان قد ادخرها بلالا - فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا بِلالُ؟" قَالَ: (تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ)، قَالَ: "أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ بُخَارًا فِي جَهَنَّمَ؟ أَنْفِقْ بِلالُ، وَلا تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا". (يع) 6040، (طب) 1024، صَحِيح الْجَامِع: 1512، الصَّحِيحَة: 2661، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 922، - أنفق لا تخف من الله عز وجل أن يقلل عليك أمرك.
عموم الطاعات من صلوات وصيام وأفعال خير تقدمها، فالطاعات والعبادات سبب في الأرزاق، قال سبحانه: ? مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? [النحل: 97]، فلنحيينه حياة طيبة يعني لا يضيق الله عليه حياته، عنده الأرزاق كثيرة بأمر الله، لكن ليكن مع الله بعبادة لله خالصة. شامل, توقعات الابراج 2017, صور, رسائل, منوعات, موضوع تعبير عن العلم, اسماء بنات, قياس, نتائج القدرات, نظام نور, موضوع تعبير عن الوطن, كيف اعرف برجي, صباح الخير, تنبؤات عام 2017, توقعات السعودية 2017, تنبؤات مصر 2017, دعاء يوم الجمعة, عيد ميلاد سعيد, تورتة عيد ميلاد, توقعات 2017, رسائل عيد ميلاد, يلا شوت, فاتورة التليفون.
روى الإمام مسلم والإمام أحمد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُثَابُ عَلَى طَاعَتِهِ، الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا، وَيُثَابُ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ. وَأَمَّا الْكَافِرُ، فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا للهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا"). (م) (2808)، (حم) (12259، 12286، 14050).
لاحظ يا عبد الله لا يظلم صاحب الحسنة، ولا يظلم صاحب الطاعة ولا يظلم صاحب الخير الذي يقدمه، (إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً)، هذه الحسنة فعلها، فيأخذ أجرها على شقين في الدنيا الرزق، وفي الآخرة الثواب، أما الكافر ففي الدنيا فقط وليس له في الآخرة شيء.
كذلك ذِكْر الله، فاذكروا الله يا عباد الله، لا تزال ألسنتكم رطبة بذكر الله، فذكر الله مجلبة لرزق الله سبحانه وتعالى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله تعالى عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ نَبِيَّ اللهِ نُوحًا صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي كِفَّةٍ، لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً" - أَيْ: مغلقة - "لَقَصَمَتْهُنَّ" - أي كسرتهن - "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صّلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ". (خد) 548، (حم) 6583، (ك) 154، انظر الصَّحِيحَة: 134، صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 426.
فأمره بالتوحيد وبكلمة التوحيد، وأمره بذكر الله بالتسبيح والتحميد، فَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ، ونهاه عن الشرك والكبر والتكبر على عباد الله.
توبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الآخرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أم بعد:
ذكر الله! ما أعظم ذكر الله! خصوصا إذا وافق القلبُ اللسان، أن تخرج كلماتٌ خالصة لله عز وجل، ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ: (جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ).
وفي رواية: (فَقَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ)، - لا يحفظ شيئا - (فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِئُنِي مِنْ الْقُرْآنِ)، (فَقَالَ: "قُلْ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ").
وفي رواية: ("قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
(قَالَ: فَقَالَهَا الرَّجُلُ وَقَبَضَ كَفَّهُ وَعَدَّ خَمْسًا مَعَ إِبْهَامِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ) (هَؤُلَاءِ لِرَبِّي)، - تسبيح وذكر لله عز وجل - (فَمَا لِي؟ قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي").
(قَالَ: فَقَالَهَا وَقَبَضَ عَلَى كَفِّهِ الْأُخْرَى وَعَدَّ خَمْسًا مَعَ إِبْهَامِهِ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَقَدْ قَبَضَ كَفَّيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ مَلَأَ كَفَّيْهِ مِنْ الْخَيْرِ"). (م) (2696)، (س) 924، (د) 832، (حم) 1561، 1611، (حم) 19133. 19428، انظر الصَّحِيحَة: 3336، صَحِيح التَّرْغِيبِ 1564.
(لَقَدْ مَلَأَ كَفَّيْهِ مِنْ الْخَيْرِ) كلمات سهلة بسيطة ميسورة، ذكر لله ودعاء، (سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ)، هذا بالاختصار، الدعاء؛ (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي)، ما تركت من خيري الدنيا والآخرة شيئا.
كذلك الاستغفار؛ لأن الاستغفار فيه محو للذنوب والخطايا، فلو أن إنسانا دعا وعمل الصالحات وعنده الذنوب، فالذنوب تعيقه، تعيق استجابة الطلب، واستجابة الدعاء، تعيق الخيرات والبركات التي تريد أن تنزل من السماء، فتجد أمامها المعاصي والذنوب والخطايا، لماذا تأخرت عنا الأمطار؟ من كثرة الذنوب التي هي عندنا هنا في غزة، استحلى الناس الربا وكثر بينهم، والأخ قتل أخاه، منذ أيام أو شهر أو أكثر، وانتشر بين الناس الكذب، وانتشر بين الناس الغيبة والنميمة، وانتشرت الأحقاد والضغائن وانتشر عقوق الوالدين، وعدمت الرحمة والإحسان إلى الجار، لا يوجد إلا من رحم الله.
لماذا منعت عنا البركات من السماء؟ نحتاج إلى محو لهذه الذنوب وباستغفار الله الغفور الرحيم التواب الله سبحانه وتعالى يتوب على الناس ويرزقهم قال الله سبحانه وتعالى على لسان هود عليه السلام: ? وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ? [هود: 52].
فالاستغفار والتوبة يجلب الأمطار والغيث من السماء ويزيد في قوة المسلمين وقال نوح عليه السلام: ? فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ? [نوح: 10 - 14].
ويتوج ذلك كله التقوى، التقوى أبقى، تقوى الله مجلبة للأرزاق، تقوى الله ترفع عنك الضر والشرور والآثام، قال سبحانه: ? وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ? [الطلاق: 2].
التقوى هي التي تأتيك بالأرزاق من حيث لا تحتسب، أن تطلب رزقك من اليمين، فتجد أن رزقك يأتيك من اليسار، تطلبه من الخلف فإذا به يأتيك من الأمام، التقوى يا عباد الله مخافة الله في السر والعلن، عَنْ عَبْدَ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: إنَّ أَسْرَعَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ فَرَجًا؛ ? وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ? [الطلاق: 2، 3]. (خد) 489، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 376.
خلْق الله كلهم رزقهم على من؟ رزق الحيتان والأسماك في البحار، رزق الطيور في السماء، ورزق الحيوانات في الغابات، ورزق الناس، ورزق الحشرات في بطون الأرض على من؟ على الله، الله رازق كل شيء، حتى إبليس؟ حتى إبليس رزقه على من؟ على الله سبحانه وتعالى، لم ينسه الله من الرزق، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ، كُلُّ خَلْقِكِ قَدْ سَبَّبْتَ أَرْزَاقَهُمْ، فَمَا رِزْقِي؟ قَالَ - سبحانه -: كُلُّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمِي عَلَيْهِ". أخرجه أبو الشيخ في (كتاب العظمة) (12/ 128/ 1)، وأبو نعيم في (الحلية) (8/ 126)، والضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة) (257/ 2) انظر الصَّحِيحَة: 708.
كل طعام كل ثمرة كل حبة لم يذكر اسم الله عليها فهي طعام ورزق لإبليس، فهل رزق إبليس قليل أم كثير؟ السؤال: الذين يذكرون اسم الله كم عددهم؟ والمسلمون في الكفار كم؟ إذن رزقه قليل أم كثير؟ رزق إبليس كثير جدا، لن ينتهي رزق إبليس من الناس الذين لا يسمون الله على طعام وعلى شراب أو فاكهة أو نحو ذلك، فقد "قَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ، كُلُّ خَلْقِكِ قَدْ سَبَّبْتَ أَرْزَاقَهُمْ، فَمَا رِزْقِي؟ قَالَ: كُلُّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمِي عَلَيْهِ".
ولا ننس يا عباد الله الإلحاح في الدعاء فهو سبب للأرزاق، لا تدعو مرة أو مرتين وتقول: دعوت من سنوات فلم يأت شيء، لا! استمر في الدعاء وألح على الله عز وجل، ورد - عن أبي هُرَيْرَة - رضي الله تعالى عنه -: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ". (حم) 7509، وانظر ظلال الجنة: 497.
(مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي)كل ليلة في الثلث الأخير مع الأذان الأول أو قبله أو بعده ويبقى حتى ينبلج الفجر، من يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ أيها الفقراء أيها المساكين في أي وقت شئتم ادعوا الله وفي هذا الوقت بالخصوص وقت توزيع الأرزاق وقت يستجيب الله فيه الدعاء، وقت يحتاج الإنسان أن يذكر ربه فيه بعد صلاة ركعتين أو أكثر، بعد تلاوة جزء أو أقل أو أكثر، بعد حمد وشكر لله عز وجل، بعد صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ارفع يديك واسأل الله، ثم انظر ما هي النتائج عاجلا غير آجل، إن شاء الله سبحانه وتعالى.
ألا وصلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وعلى من اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ، وَرَحْمَتِكَ، وَفَضْلِكَ، وَرِزْقِكَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ، الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالأَمْنَ يَوْمَ الْحَرْبِ، اللَّهُمَّ عَائِذين بِكَ مِنْ سُوءِ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ مِنَّا.
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.
اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ.
اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَيُكَذِّبُونَ رُسَلَكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، إِلَهَ الْحَقِّ".
عباد الله! إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمْ اللهُ عزَّ وجل أَنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ،.. الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ، وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ، اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا، طَبَقًا، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ.
وأقم الصلاة؛ ?... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ? [العنكبوت:45].