البعض يترجم بساطة المنظر ونحالة الجسم على أنه شئ من الضعف والوهن على الرغم من أن ذلك لن يعني أبدا ذلك الوصف لأن هناك الكثير من العظماء الذين ظهروا وأثبتوا جدارتهم وكفاءتهم حتى باتوا علامات واضحة ولا معة في سماء التاريخ ، فقد عرفت بغداد شخصية مثالية استطاعت أن تقاوم كل شئ من أجل أن تثبت وجودها في سماء التاريخ فهو شيخ المؤرخين والموثقين العراقيين سالم الآلوسي الذي أفنى عمره في سبيل عمله وصارع من أجل أن يثبت ذلك لأخر يوم في حياته حتى وافته المنية ، فهو أحد المؤرشفين الأمناء الذين عملوا ببغداد بجد واجتهاد حتى أنه استطاع أن يتنقل هنا وهناك وفي كل ربوع العراق حتى يؤرخ عن معرفة وتجربة ومشاهدة ، فلنقدم اليوم سيرة وإنجازات المؤرخ العراقي سالم الآلوسي .
مولده ونشأته
هو سالم الآلوسي من مواليد عام 1925م في بغداد وتحديدا جانب الكرخ ، بدأ التعليم من الكتاب حيث ختم القرآن الكريم وبعدها دخل المدرسة الابتدائية وقد طمح وهو في المرحلة الاإعدادية أن يصبح طبيبا ليعالج المرضى ولكن كل شئ قد تغير فور تقدمه لوظيفة معاون آثار حيث فاز بهذه الوظيفة واستمر فيها أكثر من 20 عاما استطاع من خلالها أن يقابل أكبر الشخصيات في العراق حيث تأثر بهم كثيرا كما أثر فيهم ، ولم يتوقف طموحه عند ذلك الحد بل عندما سنحت له الفرصة في إكمال مشواره التعليمي تقدم لدراسة الإدارة والاقتصاد حيث تخرج منها عام 1952م .
أهم المناصب التي عمل بها
1- عمل مشرف عام على البرامج الأدبية والثقافية في الإذاعة .
2- كان لسالم الألوسي الدور في تنظيم عدة مهرجانات أدبية تابعة لمديرية الثقافة بإدارة الأستاذ خالد الشواف ومنها مهرجان المربد الأول .
3- أصبح أمينا عاما للمركز الوطني للوثائق .
4- كان له دورا كبيرا في إصدار المجلة التراثية العراقية التي تعرف بإسم المورد .
5- عمل سكرتيرا لتحرير مجلتي سومر والعراق .
6- شغل منصب الأمين العام للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للوثائق .
7- عمل مدير لدائرة التأليف والترجمة والنشر .
8- شغل منصب مدير السياحة العام .
9- احتل منصب معهد الوثائقيين العرب .
10- كما عمل معاونا لمدير الآثار العام.
أهم مؤلفاته
قام بكتابة الكثير من المؤلفات على مدار طويل ومن هذه المؤلفات :
( ناجي الأصيل عام 1964 – ذكرى مصطفى جواد عام 1970- الراهب العلامة ..ذكرى الأب انستاس الكرملي – موجز دليل آثار الكوفة – أنقذو آثار النوبة عام 1966 ) هذا بالإضافة إلى الكثير من الأبحاث والدراسات التي قدمت في مجلات عربية وعالمية ومحلية .
كما قام أيضا بتدوين الكثير من الوثائق لنشر الوعي الوثائقي بالعراق فقد كان منكبا على كتابة هذه المصنفات ليس من أجل أن يكون سباقا بعلمه ولكن من حبه وعشقه لوطنه أراد أن يوثق تاريخها بالبراهين والأدلة حتى كانت كتاباته من أهم الوثائق الموجودة بالعراق والتي لا تزال إلى يومنا هذا ومن هذه الوثائق :
1- نشر ترجمة دستور المجلس الدولي للأرشيف عام 1977 والفرع الإقليمي العربي للوثائق عام 1974 .
2- شارك أيضا في كتاب البلوماتيك علم دراسة ونقد الوثائق ، وأيضا منجزات الفرع الإقليمي العربي للوثائق عام 1977 .
3- نشر أيضا تقرير عن المجمع الوثائقي عام 1979 وأيضا عن نظام معهد الوثائقيين العرب .
4- كتب عن النظام الداخلي للأمانة العامة للفراع الإقليمي العربي للوثائق .
وفاته
توفي الأستاذ الكبير سالم الآلوسي في عام 2014 وتحديدا في يوم 16 كانون الأول وذلك عن عمر يناهز 89 عاما ، فلم تكن سيرة حياته مجرد سيرة عادية بل أعطى وأضاف لتاريخ العراق ما لا يقدر عليه أي مؤرخ آخر ولم يكن من مغموري الشخصيات العراقية بل كان من أكثر الشخصيات العراقية شهرة لما أعطاة من عمل وعمر في سبيل الوطن حتى أنه بحث ونقب عن كل التقارير والمعلومات الوثائقية ليضمنها في منشوراته كما حضر الكثير من الندوات والمؤتمرات وهو في مكابد المرض فرحم الله أب الثقافية العراقية المؤرخ سالم الآلوسي