[size=48]مجزرة في مدينة الرسول ( وقعة الحرَّة)
في عالم السلف والصحابة والتابعين ... ، وفي زمن لم تنقض على وفاة الرسول الكريم سوى نصف قرن تقريبا ... ، حدثت رجات وهزات أصابت المسلمين في مقتل ، يجب التذكير بها [size=32] من باب العظة والعبرة لمن يعتبر ، وأنا هنا أعالج أحداث التاريخ بعيدا عن صدام العقائد .
°°°ظن المسلمون بأن نهاية حكم الخليفة معاوية بن أبي سفيان الأموي سيأتي بالفرج ، وسيُطبق فيه e]مبدأ الشورى ] غير أن نزوة الخلود في السلطة مترسخة في النفوس من ( معاوية) إلى(بوتفليقة) فالحاضر غرس الماضي كما قيل .
°°°بدأت سنوات [ النحس] بحدوث تغير نوعي في الوصول لمنصب الخلافة ، فقد أصبح وراثيا هرقليا كسرويا لأول مرة ، نقلة نوعية تصبح الخلافة فيه في يدي بني أمية توارثا ، فعيّن معاوية ابنه يزيد وريثا له ، فحكم يزيد أربع سنوات نحيسات (64/60 هجري) في تاريخ الإسلام ، حدثت فيه ثلاثة من الأحداث مزقت وحدة المسلمين ... و أسالت وديان من دماء الصحابة والتابعين ، d]فاجعة كربلاء] ، و [ [size=32]مجزرة المدينة ] ، و] ضرب بيت الله بالمنجنيق] .
°[size=32]°°فمن هو يزيد هذا ؟ .
[/size]
إنه خليفة المسلمين لأربع سنين مفجعة ، والذي لم يأت بإرادتهم ، وإنما جاء عن طريق التوريث غصبا ، ثم [size=32]سعى لكسب المبايعة بالعنت والقوة خاصة مع أهل الحجاز ( المدينة ومكة) [/size]فالمتتبع لأقوال علماء السنة (أهل الحق) عليه ( صادعة صادمة مستنكرة) سأنقل بعضها فقط .
°°°أرسل أهل المدينة وفدا إلى دمشق لاستطلاع حالة الخليفة الجديد في عاصمته دمشق ، فقريهم وأكرمهم بالعطايا ، فقالوا عند رجوعهم : [size=32] قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان [/size]، وقال أحدهم( المنذر بن الزبير) لما قدم المدينة : إن يزيد والله لقد أجازني بمائة ألف درهم، وأنه لا يمنعني ما صنع إلي أن أخبركم خبره وأصدقكم عنه والله،[size=32] إنه ليشرب الخمر، أنه ليسكر حتى يدع الصلاة،[/size] وعابه بمثل ما عابه به أصحابه الذين كانوا معه وأشد ][ 1 ] .
°°°روى الذهبي في تاريخ الإسلام وقال :* اجتمعوا على عبد الله بن حنظلة (ابن غسيل الملائكة ) وبايعهم على الموت ، قال : [size=32]يا قوم اتقوا الله ،فو الله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إنه رجل ينكح أمهات الأولاد ،والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة[/size] [2]
°°°وقال عنه شيخ الإسلام (ابن تيمية ) في منهاج السنة 2/ 251 ]من الفساق ] ، واعترف بجرائمه في وقعة الحرة ، وضرب الحرم المكي ، واستباحة دماء المسلمين وأموالهم ونسائهم .
°°°هذا نزر يسير مما قاله السلف ، وعلماء السلف ، في هذه الشخصية .... ومن يريد مزيدا من الإطلاع عن موقف علماء السنة من يزيد [size=32]يقرأ بتمعن تفسير روح المعاني للإمام الألوسي . فقد قال قولا غليظا في الرجل !
[/size]
[size=32]°°°مدينة الرسول تتمرد على يزيد .
[/size]
الأصل في طاعة الحاكم هو [ إقامة الدين ] ، فقد انحدر حُكام الإسلام بُعدا عن تعاليمه القرآنية وسنة الرسول التي سنها ، منذ انحدار السقيفة ، وانتقاله إلى ماهو عليه القياصرة والأكاسرة زمن معاوية ويزيد ومن لحقهما مع وجود استثناءات ورعة (بكسر الراء ) ( كمعاوية الثاني، وعمر بن عبد العزيز) ، [size=32]فتغلب التوجه السياسي على التوجه الديني[/size] ، فانقلبت تعاليم الإسلام من قيادة إلى تبعية ، فالإسلام منغرس في العامة وليس عند أهل السياسة في قصورهم ومراتعهم بين خدمهم وجواريهم وجندهم .
°°°عند وصول يزيد للسلطة توريثا ، كان لا بد من مبايعته على الولاء والطاعة ، فقد شد الحجازيون ( مكة والمدينة ) وتخلفوا عن مبايعة الخليفة الجديد لما رأوا فيه من الطيش والإنحراف عايشوه في كربلاء ... واقتنعوا بأن ف[size=32]ي الأمة من هو أجدر منه بحمل أمانة الخلافة[/size] ، غير أن بني أمية الذين ظفروا بالخلافة لا يمكن التسهيل في أمر التنازل عنها ، .
°°°خرج أهل المدينة المنورة عن خلافة يزيد لأسباب التي ذُكرت ، و اجتمع الناس في المسجد [size=32] يُعلنون خلعهم ليزيد بنزع عمائمهم من فوق رؤوسهم ، أو برمي نعالهم رمزا لخلعهم الخليفة[/size] ، وتخلف عن هذا الأمر (علي بن الحسين زين العابدين) ،و(عبد الله بن عمر بن الخطاب) ، و طرد الثوار المتمردون عامل يزيد و حاصرو الأمويين في دار ( مروان بن الحكم ) الذي استنجد بالخليفة قبل أن تمكين الثوار من استئصال شأفتهم ، ونفس الشيء فعله الصحابي عبد الله بن الزبير تمردا وخلعا لخلافة يزيد .
°[size=32]°°يزيد يريد الإنتقام ...وينتقم ممن خلعُوه وتمردوا عليه ................
[/size]
°°° يزيد في دمشق ... متذمر مما لحقه من أخبار تمرد الحجاز على سلطته ، فأراد أن ينتقم ممن خلعوه ، فبحث عن قائد يقود جيشه العرمرم لتأديب ساكنة مدينة الرسول ، و مكة الشريفة ، فعرض الأمر بادئا على : (عامر بن سعيد بن العاص) فامتنع خوف الوقوع في المزالق خاصة وأنه كان واليا على المدينة زمن انضباطها ، فأشارو عليه بالقائد [[size=32]مسلم بن عقبة المري[/size]] الغشمة ذو التسعين عمرا ، فعرض عليه فقبل ، وزوده بعشرة آلاف فارس أو يزيد كثيرا حسب ياقوت الحموي في معجمه وهو يقول له موصيا (ادع القوم ثلاثا ، فإن رجعوا إلى الطاعة فاقبل منه وكف عنهم ،*و إلا فاستعن بالله وقاتلهم ، وإذا ظهرت عليهم فأبح المدينة ثلاثا ثم اكفف عن الناس.... ، وأمر مسلم إذا فرغ من المدينة أن يذهب إلى مكة لحصارها وقال له : إن حدث بك أمر فولي القيادة ( حصين بن نمير السكوني ).*
[size=32]°°° أمهلهم ثلاثة أيام ... فإن أبوا فاستبح مدينتهم ؟!.
[/size]
°°°ويبدو أن يزيد تذكر وصية أبيه معاوية حين أوصاه حسب الطبري وابن الأثير والبيهقي ، إذ قال معاوية ليزيد ( إن لك من أهل المدينة ليوما ، فإن فعلوا فارمهم ( بمسلم بن عقبة) هو الذي سمي مسرفا ومجرما ، فإنه رجل قد عرفت نصيحته ) [ 3]
وصل جيش يزيد مشارف المدينة المنورة بتعداد يفوق العشرة آلاف أو أكثر من الفرسان الشاميين المهرة في قطع الرؤوس ، وبعد انقضاء مهلة التحذير هاجموا المدينة وأفشلوا دفاعاتها بعد فتح الأمويين بها أبوابها لدخول جيش مسلم بن عقبة .... [size=32] واستباحوها لثلاثة أيام متواليات ناحسات [/size]، وقع فيها ما لا يقبله العقل من ترويع ، وقتل ، واعتداء على المحرمات ، تناثرت أخبار جرمها في كتب التراث ، وقد استنسخت صفحة من كتاب النصائح الكافية، لمحمد بن عقيل الشافعي ، ص 77، ورد فيها :
[size=32]
°°° مدينة الرسول.... حرائق ، نهب ، خراب ، ودمار ، وسبي ،وتعدي على الحرمات .
[/size]
بحثت في المصادر عن حجم الإجرام اليزيدي في الحرة ، فتهتُ في الأخبار المذهلة المفجعة التي ألمت بمدينة الأنصار التي قال عنها الرسول [ [size=32]المدينة حرمي ، ومن أخاف أهل المدينة فله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين [/size] ] ، سماها يزيد [ نتنة ؟!] يكفي أن نعلم بأن مدينة الرسول استبيحت ووقع على أهلها بغيٌ عتيد بشهادة علماء كبار ، فابن (حجر في الإصابة ) يؤكد أن القائد الفاتك بالمدينة هو ( [size=32]صحابي له إدراك [/size]) أي أنه شاهدَ الرسول الكريم ، ولكنه فعل ما فعل ، وأطلق جيشه الشامي استباحة للمدينة لثلاثة أيام ، حدث فيها ترويع وقتل بلا تمييز ، فقد قتلوا 700 من القراء ، و1400 من الأنصار ، و1300 من القرشيين و3500 من الموالي وعشرة الآف من الصبيان ، [size=32]وافتضوا 300 بكر أو أزيد [/size] ، وحبلت 1000 إمرأة إغتصابا ولدن أبناء عُرفوا في التاريخ ب ( أولاد الحرَّة ) .
وذكر ياقوت الحموي [4]بأنهم قد أفنوا صحابة الحديبية ، وقتلوا 300 صحابي ، [size=32] وربطوا خيولهم في مسجد الرسول ونجسته ببولها وروثها وعلفها[/size] ، وأجبر الناس الأحياء على [size=32]مبايعة يزيد غصبا تحت تهديد السيف[/size] ،
°°°بعد إركاع المدينة التي تركوها قعا صفصفا ، اتجه جيش يزيد نحو مكة التي فيها الصحابي (عبد الله بن الزبير) الذي رفض مبايعة يزيد بالخلافة .... ، فمات مسلم بن عقبة في الطريق، وخلفه القائد ( الحصين بن نمير) ، فبلغ جيشه مشارف مكة ...وتقاتلوا مع المكيين ، ونصب منجنيقا ورعادات رمى بها الحرم المكي حتى احترقت أستار الكعبة ، وهم ينشدون :
خطارة مثل الفنيق المزبد _ _ _نرمي بها أعواد هذا المسجد
كيف ترى صنيع أم فروة _ _ _ تأخذهم بين الصفا والمروة
أم فروة = المنجنيق .
°°°وفي خضم هذه الأحداث ورد خبر نعي الخليفة يزيد ، وتراجع جيشه ينتظر الأوامر الجديدة .
[size=32]°°°موقف علماء لإسلام من واقعة الحرة .[/size]
علماء الإسلام قضاياهم لا إجماع فيها ، منهم من سجب واستنكر وأزبد وأرعد إشفاقا على فاجعة المدينة ، ومنهم من وصف يزيد (بالمجتهد ) الذي يصيب ويخطيء ، وأنه أمر الله سبحانه وتعالى، وأنها فتنة طهر الله فيها سيوفنا ، ولا نلوث بها ألسنتنا ، وصل الحد إلى إنكار الحقائق الثابتة بعناوين مثل/ [size=32]يزيدٌ المفترى عليه . [/size]
°°أما شيخ الإسلام (إبن تيمية فقال عنه في مجموع الفتاوي :
°° وأورد الألوسي في روح المعاني بأنه قد جزم بكفره وصرح بلعنه جماعة من علماء السنةمنهم:
°°°الحافظ ناصر السنة ابن الجوزي، القاضي أبو يعلى، العلامة التفتازاني الذي قال: (لا نتوقف في شأنه ، بل في إيمانه لعنة الله تعالى عليه ،وعلى أنصاره وأعوانه، وكذا جلال الدين السيوطي .
وقد خلص الألوسي [size=32] إلى اختلاف الناس في أمره [/size]، فمنهم من يقول: هو مسلم عاص بما صدر منه مع الصحابة ، لكن لا يجوز لعنه، ومنهم من يقول: هو كذلك ويجوز لعنه مع الكراهة أو بدونها ،ومنهم من يقول: هو كافر ملعون، ومنهم من يقول: إنه لم يعص بذلك ولا يجوز لعنه ، وقائل هذا ينبغي أن ينظم في سلسلة أنصار يزيد.
...............................................
----------------------------------------------
[1]*تاريخ الطبري*7 / 3 - 13 ، وابن الأثير*4 / 40 - 41 ، وابن كثير*8 / 216 ، والعقد الفريد*4 /*388 ( * )*
[2] الإمام الذهبي *تاريخ الإسلام*2/356 .
[3] الكامل في التاريخ ، ج4 ص 112 .
[4] ياقوت الحموي ، معجم البلدان، ج2 ص 249[/size][/size]
[/size]
في عالم السلف والصحابة والتابعين ... ، وفي زمن لم تنقض على وفاة الرسول الكريم سوى نصف قرن تقريبا ... ، حدثت رجات وهزات أصابت المسلمين في مقتل ، يجب التذكير بها [size=32] من باب العظة والعبرة لمن يعتبر ، وأنا هنا أعالج أحداث التاريخ بعيدا عن صدام العقائد .
°°°ظن المسلمون بأن نهاية حكم الخليفة معاوية بن أبي سفيان الأموي سيأتي بالفرج ، وسيُطبق فيه e]مبدأ الشورى ] غير أن نزوة الخلود في السلطة مترسخة في النفوس من ( معاوية) إلى(بوتفليقة) فالحاضر غرس الماضي كما قيل .
°°°بدأت سنوات [ النحس] بحدوث تغير نوعي في الوصول لمنصب الخلافة ، فقد أصبح وراثيا هرقليا كسرويا لأول مرة ، نقلة نوعية تصبح الخلافة فيه في يدي بني أمية توارثا ، فعيّن معاوية ابنه يزيد وريثا له ، فحكم يزيد أربع سنوات نحيسات (64/60 هجري) في تاريخ الإسلام ، حدثت فيه ثلاثة من الأحداث مزقت وحدة المسلمين ... و أسالت وديان من دماء الصحابة والتابعين ، d]فاجعة كربلاء] ، و [ [size=32]مجزرة المدينة ] ، و] ضرب بيت الله بالمنجنيق] .
°[size=32]°°فمن هو يزيد هذا ؟ .
[/size]
إنه خليفة المسلمين لأربع سنين مفجعة ، والذي لم يأت بإرادتهم ، وإنما جاء عن طريق التوريث غصبا ، ثم [size=32]سعى لكسب المبايعة بالعنت والقوة خاصة مع أهل الحجاز ( المدينة ومكة) [/size]فالمتتبع لأقوال علماء السنة (أهل الحق) عليه ( صادعة صادمة مستنكرة) سأنقل بعضها فقط .
°°°أرسل أهل المدينة وفدا إلى دمشق لاستطلاع حالة الخليفة الجديد في عاصمته دمشق ، فقريهم وأكرمهم بالعطايا ، فقالوا عند رجوعهم : [size=32] قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان [/size]، وقال أحدهم( المنذر بن الزبير) لما قدم المدينة : إن يزيد والله لقد أجازني بمائة ألف درهم، وأنه لا يمنعني ما صنع إلي أن أخبركم خبره وأصدقكم عنه والله،[size=32] إنه ليشرب الخمر، أنه ليسكر حتى يدع الصلاة،[/size] وعابه بمثل ما عابه به أصحابه الذين كانوا معه وأشد ][ 1 ] .
°°°روى الذهبي في تاريخ الإسلام وقال :* اجتمعوا على عبد الله بن حنظلة (ابن غسيل الملائكة ) وبايعهم على الموت ، قال : [size=32]يا قوم اتقوا الله ،فو الله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إنه رجل ينكح أمهات الأولاد ،والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة[/size] [2]
°°°وقال عنه شيخ الإسلام (ابن تيمية ) في منهاج السنة 2/ 251 ]من الفساق ] ، واعترف بجرائمه في وقعة الحرة ، وضرب الحرم المكي ، واستباحة دماء المسلمين وأموالهم ونسائهم .
°°°هذا نزر يسير مما قاله السلف ، وعلماء السلف ، في هذه الشخصية .... ومن يريد مزيدا من الإطلاع عن موقف علماء السنة من يزيد [size=32]يقرأ بتمعن تفسير روح المعاني للإمام الألوسي . فقد قال قولا غليظا في الرجل !
[/size]
[size=32]°°°مدينة الرسول تتمرد على يزيد .
[/size]
الأصل في طاعة الحاكم هو [ إقامة الدين ] ، فقد انحدر حُكام الإسلام بُعدا عن تعاليمه القرآنية وسنة الرسول التي سنها ، منذ انحدار السقيفة ، وانتقاله إلى ماهو عليه القياصرة والأكاسرة زمن معاوية ويزيد ومن لحقهما مع وجود استثناءات ورعة (بكسر الراء ) ( كمعاوية الثاني، وعمر بن عبد العزيز) ، [size=32]فتغلب التوجه السياسي على التوجه الديني[/size] ، فانقلبت تعاليم الإسلام من قيادة إلى تبعية ، فالإسلام منغرس في العامة وليس عند أهل السياسة في قصورهم ومراتعهم بين خدمهم وجواريهم وجندهم .
°°°عند وصول يزيد للسلطة توريثا ، كان لا بد من مبايعته على الولاء والطاعة ، فقد شد الحجازيون ( مكة والمدينة ) وتخلفوا عن مبايعة الخليفة الجديد لما رأوا فيه من الطيش والإنحراف عايشوه في كربلاء ... واقتنعوا بأن ف[size=32]ي الأمة من هو أجدر منه بحمل أمانة الخلافة[/size] ، غير أن بني أمية الذين ظفروا بالخلافة لا يمكن التسهيل في أمر التنازل عنها ، .
°°°خرج أهل المدينة المنورة عن خلافة يزيد لأسباب التي ذُكرت ، و اجتمع الناس في المسجد [size=32] يُعلنون خلعهم ليزيد بنزع عمائمهم من فوق رؤوسهم ، أو برمي نعالهم رمزا لخلعهم الخليفة[/size] ، وتخلف عن هذا الأمر (علي بن الحسين زين العابدين) ،و(عبد الله بن عمر بن الخطاب) ، و طرد الثوار المتمردون عامل يزيد و حاصرو الأمويين في دار ( مروان بن الحكم ) الذي استنجد بالخليفة قبل أن تمكين الثوار من استئصال شأفتهم ، ونفس الشيء فعله الصحابي عبد الله بن الزبير تمردا وخلعا لخلافة يزيد .
°[size=32]°°يزيد يريد الإنتقام ...وينتقم ممن خلعُوه وتمردوا عليه ................
[/size]
°°° يزيد في دمشق ... متذمر مما لحقه من أخبار تمرد الحجاز على سلطته ، فأراد أن ينتقم ممن خلعوه ، فبحث عن قائد يقود جيشه العرمرم لتأديب ساكنة مدينة الرسول ، و مكة الشريفة ، فعرض الأمر بادئا على : (عامر بن سعيد بن العاص) فامتنع خوف الوقوع في المزالق خاصة وأنه كان واليا على المدينة زمن انضباطها ، فأشارو عليه بالقائد [[size=32]مسلم بن عقبة المري[/size]] الغشمة ذو التسعين عمرا ، فعرض عليه فقبل ، وزوده بعشرة آلاف فارس أو يزيد كثيرا حسب ياقوت الحموي في معجمه وهو يقول له موصيا (ادع القوم ثلاثا ، فإن رجعوا إلى الطاعة فاقبل منه وكف عنهم ،*و إلا فاستعن بالله وقاتلهم ، وإذا ظهرت عليهم فأبح المدينة ثلاثا ثم اكفف عن الناس.... ، وأمر مسلم إذا فرغ من المدينة أن يذهب إلى مكة لحصارها وقال له : إن حدث بك أمر فولي القيادة ( حصين بن نمير السكوني ).*
[size=32]°°° أمهلهم ثلاثة أيام ... فإن أبوا فاستبح مدينتهم ؟!.
[/size]
°°°ويبدو أن يزيد تذكر وصية أبيه معاوية حين أوصاه حسب الطبري وابن الأثير والبيهقي ، إذ قال معاوية ليزيد ( إن لك من أهل المدينة ليوما ، فإن فعلوا فارمهم ( بمسلم بن عقبة) هو الذي سمي مسرفا ومجرما ، فإنه رجل قد عرفت نصيحته ) [ 3]
وصل جيش يزيد مشارف المدينة المنورة بتعداد يفوق العشرة آلاف أو أكثر من الفرسان الشاميين المهرة في قطع الرؤوس ، وبعد انقضاء مهلة التحذير هاجموا المدينة وأفشلوا دفاعاتها بعد فتح الأمويين بها أبوابها لدخول جيش مسلم بن عقبة .... [size=32] واستباحوها لثلاثة أيام متواليات ناحسات [/size]، وقع فيها ما لا يقبله العقل من ترويع ، وقتل ، واعتداء على المحرمات ، تناثرت أخبار جرمها في كتب التراث ، وقد استنسخت صفحة من كتاب النصائح الكافية، لمحمد بن عقيل الشافعي ، ص 77، ورد فيها :
[size=32]
°°° مدينة الرسول.... حرائق ، نهب ، خراب ، ودمار ، وسبي ،وتعدي على الحرمات .
[/size]
بحثت في المصادر عن حجم الإجرام اليزيدي في الحرة ، فتهتُ في الأخبار المذهلة المفجعة التي ألمت بمدينة الأنصار التي قال عنها الرسول [ [size=32]المدينة حرمي ، ومن أخاف أهل المدينة فله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين [/size] ] ، سماها يزيد [ نتنة ؟!] يكفي أن نعلم بأن مدينة الرسول استبيحت ووقع على أهلها بغيٌ عتيد بشهادة علماء كبار ، فابن (حجر في الإصابة ) يؤكد أن القائد الفاتك بالمدينة هو ( [size=32]صحابي له إدراك [/size]) أي أنه شاهدَ الرسول الكريم ، ولكنه فعل ما فعل ، وأطلق جيشه الشامي استباحة للمدينة لثلاثة أيام ، حدث فيها ترويع وقتل بلا تمييز ، فقد قتلوا 700 من القراء ، و1400 من الأنصار ، و1300 من القرشيين و3500 من الموالي وعشرة الآف من الصبيان ، [size=32]وافتضوا 300 بكر أو أزيد [/size] ، وحبلت 1000 إمرأة إغتصابا ولدن أبناء عُرفوا في التاريخ ب ( أولاد الحرَّة ) .
وذكر ياقوت الحموي [4]بأنهم قد أفنوا صحابة الحديبية ، وقتلوا 300 صحابي ، [size=32] وربطوا خيولهم في مسجد الرسول ونجسته ببولها وروثها وعلفها[/size] ، وأجبر الناس الأحياء على [size=32]مبايعة يزيد غصبا تحت تهديد السيف[/size] ،
°°°بعد إركاع المدينة التي تركوها قعا صفصفا ، اتجه جيش يزيد نحو مكة التي فيها الصحابي (عبد الله بن الزبير) الذي رفض مبايعة يزيد بالخلافة .... ، فمات مسلم بن عقبة في الطريق، وخلفه القائد ( الحصين بن نمير) ، فبلغ جيشه مشارف مكة ...وتقاتلوا مع المكيين ، ونصب منجنيقا ورعادات رمى بها الحرم المكي حتى احترقت أستار الكعبة ، وهم ينشدون :
خطارة مثل الفنيق المزبد _ _ _نرمي بها أعواد هذا المسجد
كيف ترى صنيع أم فروة _ _ _ تأخذهم بين الصفا والمروة
أم فروة = المنجنيق .
°°°وفي خضم هذه الأحداث ورد خبر نعي الخليفة يزيد ، وتراجع جيشه ينتظر الأوامر الجديدة .
[size=32]°°°موقف علماء لإسلام من واقعة الحرة .[/size]
علماء الإسلام قضاياهم لا إجماع فيها ، منهم من سجب واستنكر وأزبد وأرعد إشفاقا على فاجعة المدينة ، ومنهم من وصف يزيد (بالمجتهد ) الذي يصيب ويخطيء ، وأنه أمر الله سبحانه وتعالى، وأنها فتنة طهر الله فيها سيوفنا ، ولا نلوث بها ألسنتنا ، وصل الحد إلى إنكار الحقائق الثابتة بعناوين مثل/ [size=32]يزيدٌ المفترى عليه . [/size]
°°أما شيخ الإسلام (إبن تيمية فقال عنه في مجموع الفتاوي :
°° وأورد الألوسي في روح المعاني بأنه قد جزم بكفره وصرح بلعنه جماعة من علماء السنةمنهم:
°°°الحافظ ناصر السنة ابن الجوزي، القاضي أبو يعلى، العلامة التفتازاني الذي قال: (لا نتوقف في شأنه ، بل في إيمانه لعنة الله تعالى عليه ،وعلى أنصاره وأعوانه، وكذا جلال الدين السيوطي .
وقد خلص الألوسي [size=32] إلى اختلاف الناس في أمره [/size]، فمنهم من يقول: هو مسلم عاص بما صدر منه مع الصحابة ، لكن لا يجوز لعنه، ومنهم من يقول: هو كذلك ويجوز لعنه مع الكراهة أو بدونها ،ومنهم من يقول: هو كافر ملعون، ومنهم من يقول: إنه لم يعص بذلك ولا يجوز لعنه ، وقائل هذا ينبغي أن ينظم في سلسلة أنصار يزيد.
...............................................
----------------------------------------------
[1]*تاريخ الطبري*7 / 3 - 13 ، وابن الأثير*4 / 40 - 41 ، وابن كثير*8 / 216 ، والعقد الفريد*4 /*388 ( * )*
[2] الإمام الذهبي *تاريخ الإسلام*2/356 .
[3] الكامل في التاريخ ، ج4 ص 112 .
[4] ياقوت الحموي ، معجم البلدان، ج2 ص 249[/size][/size]
[/size]