وثائق تاريخية موثّقة تكشف: ملوك المغرب القدامى اعترفوا بالصحراء الغربية
كامل الشيرازي
صحافي بموقع الشروق أونلاين
أكّدت وثائق تاريخية موثّقة، السبت، إنّ الملوك المغاربة القدامى اعترفوا بسيادة دولة الصحراء الغربية، خلافا للأكاذيب التي ظلّ النظام المغربي يروّجها لتبرير استمرار احتلاله الأراضي الصحراوية المحتلة منذ 40 عاما.
في مخطوطات نشرها موقع "بارتي أو دي أم"، جرت الإحالة إلى اتفاقيات جرى إبرامها بين سنتي 1767 و1895، وتضمنت بوضوح أنّ المغرب كان يعترف آنذاك عبر ملوكه باستقلال أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب (Rio de Oro).
وأفيد أنّ الفترة المُشار إليها شهدت بروز قبائل الصحراء الغربية وتصديها للقراصنة الإسبان، ما دفع بإسبانيا للطلب من العاهل المغربي حينذاك "سي محمد بن عبد الله" للتوسط لدى قبائل الصحراء الغربية، وهو ما جرى تتويجه باتفاقية للسلم والتجارة تمّ توقيعها بتاريخ 28 ماي 1767.
الاتفاقية المذكورة عُرفت بمعاهدة مراكش ووقّع عليها ملك إسبانيا "دون كارلوس الثالث" والعاهل المغربي "سي محمد بن عبد الله"، وأقرّ فيها السلطان المغربي بأن لا سيادة له بعد "وادي نون"، وتلا ذلك عدة اتفاقيات أخرى بين عامي 1799 و1845.
وعرف الصحراويون قديما بنظامهم المتميز المتمثل في مجلس "آيت أربعين"، بمعنى حكم الأربعين، وهو عبارة عن مجلس لأعيان القبائل تتم العضوية فيه على أساس الترشيح القبلي ورئاسته متداولة بين الأعضاء، وتصدر قراراته بالإجماع طبقا للأعراف والتقاليد وعلى قاعدة الشريعة الإسلامية.
وكانت "آيت أربعين" هي السلطة العليا في الصحراء الغربية، وضمّت في تشكيلتها الأعيان من كل القبائل الذين تفويضهم لتمثيلها، وكان المجلس يقوم بسنّ القوانين الملزمة للجميع ويسهر على الدفاع عن الوطن، وتأمين المراعي وآبار المياه، الحفاظ على الأماكن الصالحة للحرث والإشراف على توزيعها وحدود التماس مع الجيران، كما أنه مفوض للحديث باسم القبائل.
وشكّلت الزيارة التاريخية للأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" إلى بلدة "بئر لحلو" بالأراضي الصحراوية المحررة قبل أسبوع، دلالات كبيرة في التاريخ النضالي للشعب الصحراوي من أجل حقه المشروع في تقرير مصيره، خاصة وأنها تزامنت مع الذكرى الـ 40 لتشكيل أول حكومة صحراوية (5 مارس 1976)، أي بعد أسبوع من تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية 27 فيفري من السنة ذاتها، ثمّ الكفاح المسلح والتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع الإحتلال المغربي برعاية الأمم المتحدة (1991).
وأكّدت المجموعة الدولية مرارا على حتمية إنهاء احتلال الصحراء الغربية التي تعدّ آخر مستعمرة في إفريقيا يحتلها المغرب منذ سنة 1975 وهي مسجلة من قبل الأمم المتحدة ضمن الأقاليم المعنية بتصفية الاستعمار وفقا لقواعد القانون الدولي.
كامل الشيرازي
صحافي بموقع الشروق أونلاين
أكّدت وثائق تاريخية موثّقة، السبت، إنّ الملوك المغاربة القدامى اعترفوا بسيادة دولة الصحراء الغربية، خلافا للأكاذيب التي ظلّ النظام المغربي يروّجها لتبرير استمرار احتلاله الأراضي الصحراوية المحتلة منذ 40 عاما.
في مخطوطات نشرها موقع "بارتي أو دي أم"، جرت الإحالة إلى اتفاقيات جرى إبرامها بين سنتي 1767 و1895، وتضمنت بوضوح أنّ المغرب كان يعترف آنذاك عبر ملوكه باستقلال أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب (Rio de Oro).
وأفيد أنّ الفترة المُشار إليها شهدت بروز قبائل الصحراء الغربية وتصديها للقراصنة الإسبان، ما دفع بإسبانيا للطلب من العاهل المغربي حينذاك "سي محمد بن عبد الله" للتوسط لدى قبائل الصحراء الغربية، وهو ما جرى تتويجه باتفاقية للسلم والتجارة تمّ توقيعها بتاريخ 28 ماي 1767.
الاتفاقية المذكورة عُرفت بمعاهدة مراكش ووقّع عليها ملك إسبانيا "دون كارلوس الثالث" والعاهل المغربي "سي محمد بن عبد الله"، وأقرّ فيها السلطان المغربي بأن لا سيادة له بعد "وادي نون"، وتلا ذلك عدة اتفاقيات أخرى بين عامي 1799 و1845.
وعرف الصحراويون قديما بنظامهم المتميز المتمثل في مجلس "آيت أربعين"، بمعنى حكم الأربعين، وهو عبارة عن مجلس لأعيان القبائل تتم العضوية فيه على أساس الترشيح القبلي ورئاسته متداولة بين الأعضاء، وتصدر قراراته بالإجماع طبقا للأعراف والتقاليد وعلى قاعدة الشريعة الإسلامية.
وكانت "آيت أربعين" هي السلطة العليا في الصحراء الغربية، وضمّت في تشكيلتها الأعيان من كل القبائل الذين تفويضهم لتمثيلها، وكان المجلس يقوم بسنّ القوانين الملزمة للجميع ويسهر على الدفاع عن الوطن، وتأمين المراعي وآبار المياه، الحفاظ على الأماكن الصالحة للحرث والإشراف على توزيعها وحدود التماس مع الجيران، كما أنه مفوض للحديث باسم القبائل.
وشكّلت الزيارة التاريخية للأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" إلى بلدة "بئر لحلو" بالأراضي الصحراوية المحررة قبل أسبوع، دلالات كبيرة في التاريخ النضالي للشعب الصحراوي من أجل حقه المشروع في تقرير مصيره، خاصة وأنها تزامنت مع الذكرى الـ 40 لتشكيل أول حكومة صحراوية (5 مارس 1976)، أي بعد أسبوع من تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية 27 فيفري من السنة ذاتها، ثمّ الكفاح المسلح والتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع الإحتلال المغربي برعاية الأمم المتحدة (1991).
وأكّدت المجموعة الدولية مرارا على حتمية إنهاء احتلال الصحراء الغربية التي تعدّ آخر مستعمرة في إفريقيا يحتلها المغرب منذ سنة 1975 وهي مسجلة من قبل الأمم المتحدة ضمن الأقاليم المعنية بتصفية الاستعمار وفقا لقواعد القانون الدولي.