ذكر سبحانه صلاة الخوف في قوله عز وجل: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا} (النساء:102).
وقد جاء في سبب نزول هذه الآية ما أخرجه الأئمة أحمد، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم عن أبي عياش الزُّرَقي، قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعُسْفَان، فاستقبلنا المشركون، عليهم خالد بن الوليد، وهم بيننا وبين القبلة، فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر، فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم -أي لو أخذناهم على حين غفلة، وهم يؤدون الصلاة- ثم قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة، هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم. قال: فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات بين الظهر والعصر: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} الآية، قال: فحضرتْ الصلاة، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا السلاح، قال: فصففنا خلفه صفين، قال: ثم ركع وركعنا جميعاً، ثم رفع، فرفعنا جميعاً، ثم سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما سجدوا وقاموا، جلس الآخرون، فسجدوا في مكانهم، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، قال: ثم ركع، فركعوا جميعاً، ثم رفع، فرفعوا جميعاً، ثم سجد النبي صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما جلس، جلس الآخرون، فسجدوا ثم سلم عليهم، ثم انصرف، قال: فصلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين: مرة بعُسْفان، ومرة بأرض بني سليم).
والحديث قال عنه الدار قطني: "صحيح". وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرِّجاه"، ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: "هذا إسناد صحيح". وقال البغوي: "هذا إسناد صحيح". وقال ابن كثير في "تفسيره": "وهذا إسناد صحيح، وله شواهد كثيرة". وقال ابن حجر في "الإصابة": "سنده جيد". وقد اشتهر الحديث عند أئمة التفسير، ورواة الأخبار، والسِّيَر.
وقد أورد جمهور المفسرين هذا الحديث عند تفسيرهم لهذه الآية، لكن منهم من ساق الحديث باعتباره صفة من صفات صلاة الخوف، كالطبري، والبغوي، وابن العربي، وابن عطية، دون إشارة واضحة إلى أنه سبب نزول الآية.
ومنهم من ساق الحديث باعتباره سبب نزولها، كالقرطبي؛ فإنه ذكر الحديث عند تفسيره للآية إلى أن قال: "فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية بين الظهر والعصر: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} الآية، وقال: وهذا كان سبب إسلام خالد رضي الله عنه".
وأما ابن كثير فقال: "ولنذكر سبب نزول هذه الآية الكريمة أولاً قبل ذكر صفتها"، ثم ساق حديثاً عن علي رضي الله عنه في نزولها، وقال في آخره: "وهذا سياق غريب جداً، ولكن لبعضه شاهد من رواية أبي عياش الزُّرَقي، واسمه زيد بن الصامت". ثم ساق الحديث إلى أن قال في آخره: "وهذا إسناد صحيح، وله شواهد كثيرة".
وقال ابن عاشور: "إن سببها -يعني الآية التي نتحدث عنها- أن المشركين لما رأوا حرص المسلمين على الصلاة، قالوا: هذه الصلاة فرصة لنا، لو أغرنا عليهم لأصبناهم على غَرَّة، فأنبأ الله بذلك نبيه صلى الله عليه وسلم، ونزلت الآية"، وهذا تصريح منه بسبب نزول الآية.
وحاصل القول هنا: إن الحديث الوارد في سبب نزول هذه الآية الكريمة صححه عدد من الأئمة الكبار، واشتهر عند المفسرين، وأهل السير، والمغازي، وتلقوه بالقبول، وهو موافق لسياق القرآن، ومجموع ذلك يفيد أن هذا الحديث هو المعول عليه في سبب نزول هذه الآية.
وقد جاء في سبب نزول هذه الآية ما أخرجه الأئمة أحمد، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم عن أبي عياش الزُّرَقي، قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعُسْفَان، فاستقبلنا المشركون، عليهم خالد بن الوليد، وهم بيننا وبين القبلة، فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر، فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم -أي لو أخذناهم على حين غفلة، وهم يؤدون الصلاة- ثم قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة، هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم. قال: فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات بين الظهر والعصر: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} الآية، قال: فحضرتْ الصلاة، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا السلاح، قال: فصففنا خلفه صفين، قال: ثم ركع وركعنا جميعاً، ثم رفع، فرفعنا جميعاً، ثم سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما سجدوا وقاموا، جلس الآخرون، فسجدوا في مكانهم، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، قال: ثم ركع، فركعوا جميعاً، ثم رفع، فرفعوا جميعاً، ثم سجد النبي صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما جلس، جلس الآخرون، فسجدوا ثم سلم عليهم، ثم انصرف، قال: فصلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين: مرة بعُسْفان، ومرة بأرض بني سليم).
والحديث قال عنه الدار قطني: "صحيح". وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرِّجاه"، ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: "هذا إسناد صحيح". وقال البغوي: "هذا إسناد صحيح". وقال ابن كثير في "تفسيره": "وهذا إسناد صحيح، وله شواهد كثيرة". وقال ابن حجر في "الإصابة": "سنده جيد". وقد اشتهر الحديث عند أئمة التفسير، ورواة الأخبار، والسِّيَر.
وقد أورد جمهور المفسرين هذا الحديث عند تفسيرهم لهذه الآية، لكن منهم من ساق الحديث باعتباره صفة من صفات صلاة الخوف، كالطبري، والبغوي، وابن العربي، وابن عطية، دون إشارة واضحة إلى أنه سبب نزول الآية.
ومنهم من ساق الحديث باعتباره سبب نزولها، كالقرطبي؛ فإنه ذكر الحديث عند تفسيره للآية إلى أن قال: "فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية بين الظهر والعصر: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} الآية، وقال: وهذا كان سبب إسلام خالد رضي الله عنه".
وأما ابن كثير فقال: "ولنذكر سبب نزول هذه الآية الكريمة أولاً قبل ذكر صفتها"، ثم ساق حديثاً عن علي رضي الله عنه في نزولها، وقال في آخره: "وهذا سياق غريب جداً، ولكن لبعضه شاهد من رواية أبي عياش الزُّرَقي، واسمه زيد بن الصامت". ثم ساق الحديث إلى أن قال في آخره: "وهذا إسناد صحيح، وله شواهد كثيرة".
وقال ابن عاشور: "إن سببها -يعني الآية التي نتحدث عنها- أن المشركين لما رأوا حرص المسلمين على الصلاة، قالوا: هذه الصلاة فرصة لنا، لو أغرنا عليهم لأصبناهم على غَرَّة، فأنبأ الله بذلك نبيه صلى الله عليه وسلم، ونزلت الآية"، وهذا تصريح منه بسبب نزول الآية.
وحاصل القول هنا: إن الحديث الوارد في سبب نزول هذه الآية الكريمة صححه عدد من الأئمة الكبار، واشتهر عند المفسرين، وأهل السير، والمغازي، وتلقوه بالقبول، وهو موافق لسياق القرآن، ومجموع ذلك يفيد أن هذا الحديث هو المعول عليه في سبب نزول هذه الآية.