سورة النحل هي السورة السادسة عشرة في ترتيب السور القرآني. وآياتها ثمانون وعشرون ومائة آية. و أكثر المفسرين على أنها سورة مكية إلا بعض آيات منها، فهي مدنيَّة.
وسميت بسورة النحل؛ لأنها تحدثت عن هذه الحشرة النافعة، التي تقدم للإنسان غذاء نافعاً شافياً، وهي من جملة النعم التي أنعم الله بها على عباده. وتسمى أيضاً سورة (النِّعم)؛ وذلك لما ذكر الله فيها من النِّعم التي أنعم الله بها على عباده، كنعمة المطر، ونعمة الشمس والقمر والنجوم، ونعمة الولد والزوجة، وقد قال تعالى في هذه السورة: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} (النحل:18).
ما جاء في السورة
روى البخاري عن عمر رضي الله عنه، أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر سورة النحل، حتى إذا جاء السجدة، نزل فسجد، وسجد الناس.
وروى أحمد بإسناد حسن عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، إذ شَخَص -فتح عينيه- ببصره، ثم صوبه، حتى كاد أن يلزقه بالأرض، قال: أتاني جبريل عليه السلام، فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الوضع من هذه السورة: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} (النحل:90).
وروى ابن رجب، عن الحسن البصري، أنه قرأ هذه الآية: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} ثم وقف، فقال: إن الله جمع لكم الخير كله، والشر كله، في آية واحدة، فوالله ما ترك العدل والإحسان شيئاً من طاعة الله إلا جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئاً إلا جمعه.
وعن هَرِمَ بن حيان أنه قيل له عند اقتراب وفاته: أوصِ، فقال: إنما الوصية من المال، ولا مال لي، ولكني أوصيكم بخواتيم سورة النحل.
مقاصد السورة
ركزت مقاصد سورة النحل على موضوعات العقيدة الكبرى: الألوهية، والوحي، والبعث. وألمت بمقاصد جانبية أخرى تتعلق بتلك الموضوعات الرئيسة. فمن أهم الحقائق التي أبرزتها السورة حقيقة الوحدانية الكبرى، التي تصل بين دين إبراهيم عليه السلام ودين محمد صلى الله عليه وسلم. وأبرزت أيضاً حقيقة الإرادة الإلهية والإرادة البشرية فيما يختص بالإيمان والكفر والهدى والضلال. وبينت وظيفة الرسل، وسنة الله في المكذبين لهم. وموضوع التحليل والتحريم وأوهام الوثنية. وتحدثت عن الهجرة في سبيل الله، وفتنة المسلمين في دينهم، والكفر بعد الإيمان، وجزاء هذا كله عند الله. وبالإضافة لموضوعات العقيدة، فقد قصدت السورة إلى بيان موضوعات المعاملة: العدل، والإحسان، والإنفاق، والوفاء بالعهد، وغيرها من موضوعات السلوك القائم على العقيدة.
ويمكن إجمال المقاصد التي دارت حولها آيات هذه السورة وفق التالي:
- ذكر النعم التي أنعم الله بها على عباده، وتفصيلها بما يثير دافع الشكر؛ ليقترب الإنسان من المنعم. كنعمة السمع والبصر، ونعمة الزوجة والولد، ونعم المطر والأنعام، ونعمة الملجأ الذي يقي الحر والبرد...
- الحديث عن أدلة التوحيد؛ وذلك ببيان عظمة ما خلق سبحانه، وحقيقة المعاد والحساب، وإنذار المشركين باقتراب يوم الحساب والعذاب. وتعليل عدم إيمان الذين لا يؤمنون بالآخرة؛ بأن {قلوبهم منكرة} (النحل:22)، فالجحود صفة كامنة فيها، تصدهم عن الإقرار بالآيات البينات؛ {وهم مستكبرون} (النحل:22)، فالاستكبار يصدهم عن الإذعان والتسليم.
- عرضت السورة نموذجاً بشريًّا للناس حين يصيبهم الضر، فيجأرون إلى الله وحده، {ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون} (النحل:53)، حتى إذا كشف عنهم الضرر، راحوا يشركون بخالقهم وكاشف كروبهم {ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون} (النحل:53-54).
- بيان جملة من الأحكام الشرعية العامة من قبيل: الأمر بالعدل، والإحسان، والنهي عن الفحشاء والمنكر، وخلف العهد، والهجرة، والجهاد، إضافة إلى الدعوة إلى شكر المُنعم على نعمه الجزيلة، التي لا تعد ولا تحصى.
- تحدثت السورة عن إبراهيم عليه السلام، ووصفته بأنه {كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين} (النحل:120).
- تحدثت عن بدع المشركين، كاتخاذ الأنداد من دون الله، {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون} (النحل:73)، ووأد البنات {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم} (النحل:58).
- ذكرت بعض آداب قراءة القرآن، وهو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ لطرد شبحه من مجلس القرآن الكريم، وحذرت الناس من وساوس الشيطان، {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}.
- ذكرت السورة بعض تقولات المشركين عن القرآن؛ فمنهم من يرمي الرسول صلى الله عليه وسلم بافترائه على الله، {قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون} (النحل:101). ومنهم من يقول: إن غلاماً أعجمياً هو الذي يعلمه هذا القرآن {يقولون إنما يعلمه بشر} (النحل:103).
- أرشدت السورة الدعاة إلى الله إلى أن تكون دعوتهم بالتي هي أحسن، لا بالتي هي أعنف، كي لا ينفِّروا الناس عن هذا الدين، الذي ارتضاه سبحانه للناس أجمعين.
- قررت السورة مبدأ العقوبة بالمثل، وزادت عليه بطلب العفو، والصبر على الأذى.
- خُتمت السورة ببيان أن الله سبحانه مع عباده المتقين، الذين يلتزمون أحكامه، ولا يتجاوزون حدوده. وأنه مع عباده المحسنين، الذين يحسنون لأنفسهم بتقديم الطاعات والقربات، ويحسنون لغيرهم بحسن الأخلاق والمعاملات.
وسميت بسورة النحل؛ لأنها تحدثت عن هذه الحشرة النافعة، التي تقدم للإنسان غذاء نافعاً شافياً، وهي من جملة النعم التي أنعم الله بها على عباده. وتسمى أيضاً سورة (النِّعم)؛ وذلك لما ذكر الله فيها من النِّعم التي أنعم الله بها على عباده، كنعمة المطر، ونعمة الشمس والقمر والنجوم، ونعمة الولد والزوجة، وقد قال تعالى في هذه السورة: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} (النحل:18).
ما جاء في السورة
روى البخاري عن عمر رضي الله عنه، أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر سورة النحل، حتى إذا جاء السجدة، نزل فسجد، وسجد الناس.
وروى أحمد بإسناد حسن عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، إذ شَخَص -فتح عينيه- ببصره، ثم صوبه، حتى كاد أن يلزقه بالأرض، قال: أتاني جبريل عليه السلام، فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الوضع من هذه السورة: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} (النحل:90).
وروى ابن رجب، عن الحسن البصري، أنه قرأ هذه الآية: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} ثم وقف، فقال: إن الله جمع لكم الخير كله، والشر كله، في آية واحدة، فوالله ما ترك العدل والإحسان شيئاً من طاعة الله إلا جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئاً إلا جمعه.
وعن هَرِمَ بن حيان أنه قيل له عند اقتراب وفاته: أوصِ، فقال: إنما الوصية من المال، ولا مال لي، ولكني أوصيكم بخواتيم سورة النحل.
مقاصد السورة
ركزت مقاصد سورة النحل على موضوعات العقيدة الكبرى: الألوهية، والوحي، والبعث. وألمت بمقاصد جانبية أخرى تتعلق بتلك الموضوعات الرئيسة. فمن أهم الحقائق التي أبرزتها السورة حقيقة الوحدانية الكبرى، التي تصل بين دين إبراهيم عليه السلام ودين محمد صلى الله عليه وسلم. وأبرزت أيضاً حقيقة الإرادة الإلهية والإرادة البشرية فيما يختص بالإيمان والكفر والهدى والضلال. وبينت وظيفة الرسل، وسنة الله في المكذبين لهم. وموضوع التحليل والتحريم وأوهام الوثنية. وتحدثت عن الهجرة في سبيل الله، وفتنة المسلمين في دينهم، والكفر بعد الإيمان، وجزاء هذا كله عند الله. وبالإضافة لموضوعات العقيدة، فقد قصدت السورة إلى بيان موضوعات المعاملة: العدل، والإحسان، والإنفاق، والوفاء بالعهد، وغيرها من موضوعات السلوك القائم على العقيدة.
ويمكن إجمال المقاصد التي دارت حولها آيات هذه السورة وفق التالي:
- ذكر النعم التي أنعم الله بها على عباده، وتفصيلها بما يثير دافع الشكر؛ ليقترب الإنسان من المنعم. كنعمة السمع والبصر، ونعمة الزوجة والولد، ونعم المطر والأنعام، ونعمة الملجأ الذي يقي الحر والبرد...
- الحديث عن أدلة التوحيد؛ وذلك ببيان عظمة ما خلق سبحانه، وحقيقة المعاد والحساب، وإنذار المشركين باقتراب يوم الحساب والعذاب. وتعليل عدم إيمان الذين لا يؤمنون بالآخرة؛ بأن {قلوبهم منكرة} (النحل:22)، فالجحود صفة كامنة فيها، تصدهم عن الإقرار بالآيات البينات؛ {وهم مستكبرون} (النحل:22)، فالاستكبار يصدهم عن الإذعان والتسليم.
- عرضت السورة نموذجاً بشريًّا للناس حين يصيبهم الضر، فيجأرون إلى الله وحده، {ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون} (النحل:53)، حتى إذا كشف عنهم الضرر، راحوا يشركون بخالقهم وكاشف كروبهم {ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون} (النحل:53-54).
- بيان جملة من الأحكام الشرعية العامة من قبيل: الأمر بالعدل، والإحسان، والنهي عن الفحشاء والمنكر، وخلف العهد، والهجرة، والجهاد، إضافة إلى الدعوة إلى شكر المُنعم على نعمه الجزيلة، التي لا تعد ولا تحصى.
- تحدثت السورة عن إبراهيم عليه السلام، ووصفته بأنه {كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين} (النحل:120).
- تحدثت عن بدع المشركين، كاتخاذ الأنداد من دون الله، {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون} (النحل:73)، ووأد البنات {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم} (النحل:58).
- ذكرت بعض آداب قراءة القرآن، وهو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ لطرد شبحه من مجلس القرآن الكريم، وحذرت الناس من وساوس الشيطان، {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}.
- ذكرت السورة بعض تقولات المشركين عن القرآن؛ فمنهم من يرمي الرسول صلى الله عليه وسلم بافترائه على الله، {قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون} (النحل:101). ومنهم من يقول: إن غلاماً أعجمياً هو الذي يعلمه هذا القرآن {يقولون إنما يعلمه بشر} (النحل:103).
- أرشدت السورة الدعاة إلى الله إلى أن تكون دعوتهم بالتي هي أحسن، لا بالتي هي أعنف، كي لا ينفِّروا الناس عن هذا الدين، الذي ارتضاه سبحانه للناس أجمعين.
- قررت السورة مبدأ العقوبة بالمثل، وزادت عليه بطلب العفو، والصبر على الأذى.
- خُتمت السورة ببيان أن الله سبحانه مع عباده المتقين، الذين يلتزمون أحكامه، ولا يتجاوزون حدوده. وأنه مع عباده المحسنين، الذين يحسنون لأنفسهم بتقديم الطاعات والقربات، ويحسنون لغيرهم بحسن الأخلاق والمعاملات.